بحث هذه المدونة الإلكترونية

تعديل

الأربعاء، 19 أبريل 2017

عبابيد الثَّورات

عبابيد الثَّورات 
                                             (علاء مهنا) 




من رحم الموروثات يولد الجمود . وينمو حتى يثمر قناعات تحارب أى اتجاه قد يحاول تغيير مسارها ، وهذا الموروث هو ثورة حقيقية تحتاج إلى تطوير فحسب ، لكن التغيير صعبٌ ، والشعوب بطيئة الفهم فيما يتعلق بقوت الحياة ، والوطنية عند الظهير الأكثر عددًا هو ما يقوله وما يملكه القوي ، فهي تسير خلفه ، وتسبّح بحمده دون التفكير في مدى صحة أو غلط ما يصيح به هذا أو ذاك الذي يملك من القوة ما يستطيع بها إخضاع العقول له دون أدنى صعوبة
 .
-  أخجل كثيرًا من الحديث في الأمور السياسية . لأنها أحداثٌ جررنا نحن إليها دون أدنى إرادة ، فالكلام فيها هو من المعلوم بالضرورة لدى هؤلاء الذين نجحوا في إحداث خلخلة بداخل القلوب الهشّة ، والتحليلات التي يمكن أن نصل بها إلى نتيجة حتمية لن تحدث ونحن داخل دائرة مرسومة لنا مسبقًا ، فإن كان ولابد من الوصول لحقيقة يقينية نعرف بها أين نحن ؟! وأين نقف ؟! . فلن يكون ذلك إلا عن طريق التفكير خارج ذلك الصندوق ، ثم تجريد المشاعر تمامًا من أي عاطفة قد تأكل من رصيد العقل وحيادية التقييم ..!
 . 
- التغيير صعبٌ . والخضوع أمرٌ لا يحتمل رفاهية الاختيار ، لأنّه في ذاته ضرب من ضروب الكسل العقلي الذي لا يرهق الذهن . ولذلك خاسر من يحاول إحداث زوبعة في ماء آسن . إنه في حقيقة الأمر يحدث ثورة مبرثنة بالعفن ، وما أسهل الهدم ، وما أصعب البناء ..
- فالزلازل في الطبيعة حدثٌ عشوائي وليس له موعد . والتنبؤ بها ليس من الأشياء المحسومة موعدًا، ولها ميقات محدد ، فالثورة من هذا المفهوم أقرب إلى التصوّر المنطقي منه إلى اللجوء إليها كوسيلة فعالة لإزاحة همّ الشعوب . الأمر يحتاج إلى شيء أكثر ثباتا لا تهتز معه القلوب والأفئدة فيظنّها البعض قيامة جديدة ، وأنّ الحساب أصبح بيد سلة من البشر
فهل هناك في التاريخ القديم أو الحديث ما يشفع للثورات كطريقة عملية وحاسمة للوصول إلى هدف منشود وسامٍ ؟! . وإذا كان ثمة جواب واضح تغافلنا عنه عمدا ، فما الذي يجعلنا نلجأ إلى طريقة مبررة تخدم غاية نبيلة ؟! وهل يصلح المبدأ المكيافلي لإقامة عدالة لا يشوبها ظلم ، ولا تتحول سريعا إلى ساحة من التصفيات الشخصية ، فضلا عن إلصاق التهم البعيدة والقريبة بها فيقال عنها فتنة !
 .
 .
 .
-  التغيير ليس له منهج حتى نتّبعه ونسير عليه . لكن له ثوابت ونواميس كونية ، ومن بديهياته أنّه اختيارُ وليس إجبارًا . والثورة في    حقيقة معناها ورغم أنّها تنصر الضعفاء والمساكين إلا أنّ استغلالها أمر سهل ، وتطويعها لكي تخدم الطغاة أمر يسير ،أكثر من الحفاظ على مسارها لخدمة الحق ، والذي قاموا بالثورات على مرِّ التاريخ دفنوا معها أو دفنوا غيرهم ، فهي محو للوجود الإنساني بغطرسته ، والنجاة لي
س في هذا كله..



(مجلة على رصيف الكلمة_العدد 1)

0 التعليقات :

إرسال تعليق