بحث هذه المدونة الإلكترونية

تعديل

الخميس، 11 مايو 2017

شروق

شروق 
نص / نجلاء أحمد                                           


                                      
فى الساعات الأولى للصباح ..
تشدو العصافير بالقرب من النافذة ؛ فأيقظتها من غفوة نوم عميق ..
فتحت عينيها  مقاومةً تثاقل جفنيها كطفل كلما نزعت عنه الغطاء لملمهُ على جسده من شدة البرد ، فتعود لتنزع عنه الغطاء مرة أخرى ,
 انتبهت قطتها لحركتها المتثاقلة في الفراش فقفزت إلى جانبها تموء بعينين متسعتان طلباً للعب ، وأخذت تمسح رأسها بكف الفتاه الممدد إلى جانبها علي الفراش ، ففتحت عينيها أخيراً وفركتهما طاردةً عنهما ثقل النوم ثم جلست في تكاسل تداعب شعر القطة بأناملها وكأنها تهذبه ، ثم التفتت إلى النافذة على جانب الفراش حيث يعلو صوت العصافير ، وابتسمت ابتسامه مازالت ناعسه ..
فردت ذراعيها في الهواء لنفض آخر ذرات الكسل العالقة  بها ثم نهضت من الفراش , واتجهت نحو النافذة ، فجلست القطة على حافة الفراش تتابعها ، فتحت النافذة بهدوء واستقبلت نسيم الصباح، أغمضت عينيها وتنفسته بكل مسام وجهها حتى امتلأت رئتيها الصغيرتين.
 فتحت عينيها وأخذت تتأمل السماء الزرقاء الصافيه وهى مرتديه ثوب الصباح المطرز بخيوط الشمس الأولى ، وقطرات الندى المعطره بشذى الورود , فنزعت تلك الربطة التى تجمع خصلات شعرها إلى الخلف فتطايرت حول وجهها.
 وقفت تتابع العصافير التى تتراقص طرباً في الهواء ، تعانق النسيم بأجنحتها وتقفز هنا وهناك بين الأشجار المتراصة على جانبيّ الطريق ،
 في حين اتسعت عينا القطه وضاقت حدقتها وأصبحت غارقة في البياض وهى تتابع حركة العصافير بالقرب من النافذة ، وتموء بصوت ضعيف كأنها تخشى هروبها , وفيما يتبادل عصفوران الرقص والتغريد بالقرب من النافذة إذ سقطت ريشة من جناح عصفور فتتلقفها يد النسيم بهواده وتلقى بها على شجرة الصفصاف الكبيرة بجانب المنزل , فداعبتها الأغصان ودغدغتها الأوراق وهى كطفل يقفز فرحاً ، وكلما اقتربت من الأرض هدأت وانسابت بين الأغصان حتى استقرت أرضاً بجانب الشجرة , فحركها النسيم واختفت حيث تتهدل أغصان الشجرة على المكان .
 وفيما تبسط الشمس أشعتها لتداعب شرفات مازالت نائمه ترحل العصافير هرباً ، وتختفي بين أغصان الأشجار , فتعود إلى غرفتها أما قطتها التي تعلقت عينيها بسماء أصبحت خاليه إلا من شعاع الشمس ، فتجلس بجانبها وتشاركها النظر للسماء مرددة :
" لا بأس غداً ستعود قبل شروق الشمس "

0 التعليقات :

إرسال تعليق