بحث هذه المدونة الإلكترونية

تعديل

الخميس، 4 مايو 2017

صفعة

 صفعة
قصة  لولاء خليل                      










يوم طويل للغاية ..أو ربما هو أطول وأصعب يوم بحياتها بل و الأسوأ علي الإطلاق ! تجلس بإحدى زوايا بيتها محتضنة َأبنائها ، تنظر للجميع بانشداه تام ، لا تكاد تستوعب ما يحدث بتر قلبها اليوم وهي لازالت في حالة صدمة أو كما يطلقون عليها " حلاوة الروح ‘
لا تكاد تصدق أنها فقدته بلحظة ، فقط لحظة حولت حياتها لغيمة عالقة بين السماء والأرض فقدت من كانت تلقي بأوجاعها بين أحضانه ، إنه ببساطه زوجها .. نصفها الآخر .. جميع من حولها يطالعها بين مشفق وطامع ومواسٍ
وهي تكاد تكون بعالم آخر ، وإن كانت معهم فذاكرتها عادت بها قسرا الي البداية .. بداية تعارف يتبعه زواج تقليدي وشريك عقلاني قيد وفتاة حالمة بميثاق غليظ ، حياة عادية فاترة لا تروق لفتاة تعيش بشخصية سندريلا وعقل بياض الثلج تريد ورودا حمراء بدلا من طعام الغداء ! لطالما ألقت اللوم على حظها التعس الذي أوقعها برجل مثله لا يجيد فن الغزل وليس لديه أدنى فكرة عن تفاصيل العشق ، هي تعلم أنه يحبها مترجما ذاك الحب بالعمل ليل نهار لأجلها بتوفير الراحة ورغد العيش لها ولها فقط ولكنها لم تقدر بل أرادت المزيد ! ، ماذا لو عانقها حال كل خوف ، وبادر بتطيب خاطرها بعد كل خصام وماذا في ذلك أليس هذا كله عادي؟؟ ،..
 ولأنها لا تدري أن زوج جارتها التي تلقي علي أذنيها كل يوم كم من الأشعار عن رقته معها .. متزوج بأخري ! وأن ابنة العم التي تغرقها بمشاهدة صورا لها ولزوجها يجوبان العالم لا زال كل أثر ضرب وإهانة لها منه يوشم جسدها الغض ، لما ظلت ساخطة عليه وعلى قدرها !! والآن فقدته والى الأبد في لحظة حالكة جاءه الموت بغتة وأراحها القدر منه ! 
 إذن فلم كل هذا الحزن الآن؟! ألم يكن هو سبب تعاستها أو هكذا ظنت ؟!! لماذا تفتقده اليوم وبشده ، تشتاق ضمته .. صوته .. لمسة من يديه وإن كانت ناهرة !! تتمنى لو يعود ولو للحظه حتى ترتمي تحت قدميه ندما وتبدي ما شاءت
من الأعذار!! ..ولكنه الرحيل الأبدي الذي يجعلنا نفيق فندرك قيمة من حولنا وما آل إليه عالمنا دونهم ! لم تكن تعلم أنها ستختبر كل تلك المرارة بفقده ، ولو كانت لما أغضبته يوما ًبل لباتت ساجدة شكرا ً كل يوم علي أن مَنّ الله عليها بزوج مثله ! .. فجأة شعرت بوخزة يد صغيرتها وهي تصيح بها أمي أمي لقد عاد أبي من العمل ! فتحت عينيها ببطيء
ولا زالت تشعر بغصة صدرها ، نظرت لإبنتها بتوجس تريدها أن تعيد ما قالته تواً
- ماذا قلتي الآن صغيرتي؟ 
أجابتها بنبرة طفولية خالصة :
لقد عاد أبي من العمل أمي.. هيااااا استيقظي لتعدي لنا الطعام . 
وتبدل حالها بلحظه .. وتلاشت الغصة ، واكتسى العالم باللون الوردي ، الآن تَأكدتْ أن كل هذا لم يكن سوى حلم أو ربما صفعة إفاقه! قفزت من فراشها إليه معانقة إياه بقوة أدهشته ، حتى أنه اعتقد أنها لم تفق من ثُباتها بعد ! كلمة واحدة خرجت براحة دافئة من أعماقها أنهت بها عناق دام قرابة النصف ساعة ودموع تسيل دون وعى علي وجنتيها :
- حمدا لله علي نعمة وجودك بحياتي زوجي العزيز .. وكفى!

0 التعليقات :

إرسال تعليق