دميتي
(مجلة على رصيف الكلمة_العدد 1)
(بقلم إيمان يوسف)
رسمت لوحة جديدة ،،، ما رأيك يا دميتي ؟!
رائعة آليس كذلك ،، تشبه من !! حسنا ،، أعرف .. أعرف .. إنها أمي ...
سأعلقها على باب غرفتها حتى تراها وتفرح بها ...
جريت سلمى نحو الباب المغلق وعلقت لوحتها برفق إلى جواره ،وعادت سريعا .. نامت تحتضن دميتها ...
أطرقت الممرضة لغرفة المريضة وبدأت تفحصها ،،
حسنا ،، تحسن ملحوظ في نبضها علينا أن نستدعي الطبيب ليعرف ما علينا فعله .... دخل الطبيب وفحصها ،،، معقباً جيد جدا ،،، لقد تحسنت منذ ان وضعنا الدمية بجوارها فهي تذكرها بمنزلها ...
تنهدت الممرضة قائلة ،، ما أجملها طفلة وأن تكون والداتها تحتضر من جراء تلك الحادثة ،،، نرجو الله أن يشفيها ....
تمتمت الفتاة للدمية ،، أعرف ما يقولون ولكني أعلم أن أمي ستأتي وترى اللوحات ،، إنها جميلة جدا وهي من قال لي أن رسمت لوحات جديدة ستراهم ،، حتما ستأتي ...
أخذت دميتها إلى حجرة والداتها بعدما انصرف الجميع ،، تسللت دون أن يشعر بها أحد ووقفت تداعب دميتها وتقلدها في حركات طفولية ....
آني أراكِ أنتِ هنا ،،، هيا لقد أتيت أنا ديدي الدمية الجميلة ،،، وظلت الفتاة تلعب بالدمية وتقترب من أمها وتحدثها ومن ثم تعود لغرفتها ....
حتي جاء ذلك اليوم وقالت فيه الممرضة لزميلاتها ،،، ياإلهي لقد كانت طفلة جميلة جدا لم نعرف إنها ستكون هي ،، لقد نجت أمها بأعجوبة وكانت معجزة لم يصدقها أحد ،،، ظلت تقول بعدما أفاقت أن فتاتها الصغيرة التي ماتت اول يوم الحادث كانت تأتي إليها يوميا ،، تغني لها وتحدثها وتقول لها كلاما جميلا حتى أفاقت ....
لم تصدق صدمتها أن فتاتها لم تكن بالغرفة الأخرى على الإطلاق ...
وها هي الآن تستعيد قوتها ،،، ولكنها سألتني سؤالا واحدا قبل أن تذهب ....
من أتى بهذه إلى هنا ؟؟؟
الدمية !!! لم نعرف من أتى بها إلى جوارك ،، ولكننا تركنها وانشغلنا بحالتك الصعبة ....
بكت الأم بحرقة ،،،،
هذة دمية ابنتي كانت معها يوم الحادث ....
(مجلة على رصيف الكلمة_العدد 1)

0 التعليقات :
إرسال تعليق