بحث هذه المدونة الإلكترونية

تعديل

الأربعاء، 26 أبريل 2017

أجبني

(أجبني)






أجبني!
كنت داخل البيت أنتظر عودته بفارغ الصبر ، كنت أشتاق إلى رائحته العذبة وبي لهفه إلى روحه الطاهرة بعد غياب ...
كنت مضطرة إليه وأجبرت قلبي عليه بقناعة من عقلي ........
لكن الشوق جرفني حتى أعود إليه ونسيت ما حدث بيننا كأنه ذهب مع الريح!
وما بين ظن ويقين .......حتى بنيت صرحاً من الأشواق إليه.. 
مستندة بظهرى خلف الباب أختبئ داخل غرفة مكتبهِ وبينما أنا كذلك ، سمعت خطواته متجهةَ إلي ، وقد خيل لي أن عينيه ترصدني من خلف الباب يفتش عنى في كل ركن بالبيت .
عندما دخل وأغلق الباب خلفه متجهاً إلى مكتبِهِ ...خطوت إليه بخطواتٍ هادئة استرق المسافات إليه على أطراف أصابعي حتى لا يشعر بي .......وأفاجئه بوجودى هنا !!
وكأن الزمن توقف في تلك اللحظة !! وكادت تتلاشى الخطوات بيننا ، مددت يدي إليه كي ألمسه وأحتضنه 
فجأة !! .........وقفت على جرف هاااار
عادت اليد أدراجها دون تنفيذ ما ترغب! ما تطمح !
لكن أُذني لم تجهل ما سمعت!!
قال:
- ثم أعود كل ليلة إلى البيت الذى أعلم يقينا....أنكِ لا تنتظرينني فيه..
ابتلعت ريقي بصعوبة محدقةَ النظر من خلفه ثم قلت على إستحياء :
- أجبني ؟!من قال لك أنى لست موجودة ؟!كل ما لديك ظن..... وليس يقينا
وعلى خلاف توقعاتي!! نظر إلى عيني لكنه لم يرى شيئا من الأشواق !!
استدار بوجهه إليّ واضعاً يده في جيبِهِ بكل برود ثم قال :
- موجودة وتتجاهلينني!!أهو غياب لا أمل في تبديده؟!
وبمخالفة أول توقع لي منه عندما رآني .. انتهى الأمر ........ ولكنى تشبثت بطرف الأمل، ووضعت يدي على صدري حتى لا يسمع قلبي ما يقول ثم أكملت :
- سوف أقول لك أنا موجودة الأن !........صدقني!
وضع يداه اليمنى على اليسرى رافعا رأسه ثم قال:
أشعرينى بأنك موجودة ......لا أريدها قولا فحسب .....فأنا لا أثق بالقول مقدار ما أصدق الفعل.
أشرت برأسي :
أجل الفعل كان لي ........ وقد فعلت ...... وردت الفعل كانت منك!
أنت لا تشعر بوجودي في هذا البيت الذي احتضننا منذ سنوات ولا أحد يشهد علينا غيره.
أغمض عيناه وظل صامتاً ........وبتنهيده .....انتظرت حتى يتفوه بكلمة واحدة ولكنه ظل صامتاً!
بادرت القول: 
الأن فهمت كل شئ!! هذا تبريرك لتبتعد عنى أو حتى أرحل أنا عنك!!
وإن قررت ذلك ... فأقصى ما أقوله لك "أنني احترم قرارك "
وأخيرا تخلى عن صمته قائلا :
صمتي فيه يأس.. ورغبة لفراقك ينقصها البأس.. قد أهدرتِ حبي كالشراب من الكأس .. فأن أردتِ عودي وسأبقى وما في ذلك لبس!
وبعين تملؤها الدموع وقد غشيت وجنتاي حمرة أجبت :
أجل ..........ولكن لديّ شرط إذاً حتى أعود!
أخذ نفساً عميقاً.....ثم عاد إلى صمته مرة أخرى بدون أن يتفوه بكلمة
فبادرت بحديث إليه حتى أقطع صمته ثم قلت :
لماذا لا تجيب ؟!ألا تريد سماع شرطي ؟!
قال بصوت مسموع وبجديه غير معتادة :
أفي الحب شروط ؟!الحب لا شرط له ......هكذا أحبك ..
إن أعملت فيه العقل صار معاشرة وليس حباً كما يخال لكِ ........
وإن كان لديكِ شرط تريدين مني أن أقبله "فهو أن تحبيننى قدر ما أحبك "
قطعت تلك الخطوة التي كانت تفصلنا ،ممسكةً بذراعيهِ وقد ارتفع صوتي قائلةً:
لماذا تتسرع دائما ًفي الحكم عَلَيّ ؟!هذا هو السبب !!وتلك حجتك أيضا حتى تبرر ما تصنعه بي ولو أنصت إلى تلك الجدران سوف تخبرك بم تلقيه على عاتقي من كلمات "أنتِ لا تحبينني " "أنتِ تتجاهلينني " أجبني من أخبرك أنك لست حبي وحبيبي وروحي وعقلي؟!! قل لي من أخبرك هذا؟! أجبني؟؟
نزع ذراعيه من قبضة يدي ثم قال مسرعاً :أأنتِ !......تغضبين ولا تصرحين؟
فاضت عيناي بالدموع وقد سال كحلها أمامه ثم قلت :
حقا !لست صريحة معك كنت أعتقد أنك تفهمني دون أن أتفوه بكلمة واحدة ، هل تريد أن أظهر ضعفى لك فى كل لحظة وأنا بين يديك ؟! أهذا ما تريده أجبني!! ....وأياك و أن تعود لصمتك المطبق مرةً أخرى هربًا من الإجابة. 
عذراً سوف أرحل عنك!
وكان جوابه أن جذبني بعنف شديد بين ذراعيه وحدق النظر في عيني حتى ترائي له شوقي فوضع إصبعه على شفتاي يتحسسهما معاتباً وأنا مغمضة العينين ، ثم قبلني قبلة حاااااااااره و قال: هكذا تكون إجابتي !!
- أي إجابة تقصد؟!
قال: كنت أنتظرك كل ليلة حتى تعودي إليّ ........أكثر مما تنتظرني أنتِ!!
ولستِ أنتِ الضعيفة!! بل أنا ذاك الضعيف استمد قوتي منك .....فلا ترحلي عنى.
قلت : لن أرحل ........ولكن عليك سماع شرطي
قال :حسناً أنا أستمع اليكِ !! أخبريني ما شرطك ؟! ........
قلت: ألا تعيد قول كلمات كهذه مرة أخرى؟!
فأجاب : سوف أفعل.
.


 خاطرة هويدا الشامي

0 التعليقات :

إرسال تعليق