صفحات من العمر
افترشت الأرض تتوسط وريقاتها المبعثرة ، تلك الوريقات التي تحوي بعضاً منها ، من آلمها أفراحها ..ضحكاتها وبكائها ، نبضاتها التي اقتصتها من أروقة الماضي وأخفتها بحقائب الذكريات ..
الورقة الأولي : لهفة عاشق .. كلمات منثورة بصحيفة وردية لا تزال الى الآن تشتم عطرها بانتشاء ، كتلك اللحظة التي احتضنتها بها للمرة الأولي ، مجرد أحرف سقطت من عقله طوعاً ، فتسللت لقلبها قسراً و بَنَتْ لها فوق الغياهب قصراً وكانت البداية !
الورقة الثانية : صك ملكية ! توقيعها منقوش بحرفية ، وتوقيعه يسبقها بتملك معلنا ً للجميع أن ذاك الصك خاصته وكفى ... هو من تَمَلّك وهي من امْتُلِكت !
الورقة الثالثة : شهادة ميلاد نطفة من رحم الجنة تحملها بين يديها لتهديها السلام ، تريح قلبها بين أنامل الصغير الرقيقة ، فقط ابتسامة منه تغذي وريدها بالحياة وتروي جذورها الذابلة بالفرح الأبدي ..
الورقة الرابعة : حصاد عمرها وقد تجسد بوليدها.. نطفتها المعطرة بالأمل ، المشبعة بحلمها الذي ظل يصعد إلى أن وصل العنان ..
فبات عين اليقين .
الورقة الخامسة : تحت الإنشاء ! هي لن تراها رأي العين .. فقط استشعرت قربها اثر آلام الجسد وعناء الروح ، نهاية الرحلة وآخر المطاف وكأن العمر لحظة قد اخْتُزِلتْ بخمس وريقات غُرست بأرض الحياة ، فأتت بثمار المستقبل.
أغمضت عينيها في رضا ، بعدما نالت بالأخير بعضًا من السلام ..
بقلم: ولاء خليل
بقلم: ولاء خليل

0 التعليقات :
إرسال تعليق