بحث هذه المدونة الإلكترونية

تعديل

الثلاثاء، 9 يونيو 2015

الوجه الاخر

الوجه الاخر -قصة قصيرة :ا.إيمان الشافعي:




مدرستي إذا أردت أن أصفها في كلمة فسأقول عنها "معسكر".....
نعم هي كالمعسكر فالإدارة حازمة ومدير المدرسة لا يقبل بالهفوات ........
 يبلغ بإنذار فطرد ،فهو رجل جاد لأبعد درجة ...... قاسٍ وكأن الرحمة لا تعرف له طريقًا .....(أو هكذا تصورنا) بنفسه يمر على طابور الصباح "وكأنه الشرطة المدرسية" .. بنفسه يمر على الفصول "وكأنه المشرف" .. بنفسه يدخل الفصل ويسأل ويتابع التلاميذ "وكأنه الموجه"
.
لم أر له مكتبا أو بمعنى أدق لم أر له كرسيًّا يجلس عليه فهو دائم الوقوف دائم العمل وكذلك العاملين تحت يده فهم شعلة من النشاط والحيوية وليس عن اختيار بل إجبار لأنه لا يقبل بأقل من ذلك ........
.
وانتقلت العدوى بالتالي إلى طلابه فباب المدرسة إذا أُغلق فاعلم أنك ستبقى خارجها إلى الأبد "ألم أُخبرك بأنه قاسٍ"....
.
ما هذا الذي أراه؟؟!!!!!!!!!!!!! 
كيف تجرأ هذا التلميذ وحضر هكذا .. شعره المبعثر (المدير لايرحم) وثيابه الرثَّة (المدير لايرحم) الحذاء متسخ !! (المدير لا يرحم) الزيّ مخالف؟! (ربنا يرحمه ) .....
ولكن ماذا يفعل؟؟
 إنه يحاول أن يختبئ وسط أقرانه العمالقة حتى لايراه (من لايرحم) ولكن هيهات فعينه كالصقر وسيرصده حتما "رحماك يا الله" 
.
وبالفعل تم رصده يا ويل الطفل إنه هزيل لا يقوى على صرخة هذا المدير فمابالك بعقابه المميت ............... 
وأخذه إلى حائط المبكى هكذا أسميناه لا أحد يقف عنده إلا ويبكي فهو خاص للعقاب .... للعقاب فقط
وأمسك المدير "المايكروفون" وأذاع نبأ هذا التلميذ وكيف وصل به الحد من الاستهتار واللامبالاة والبلادة و... الخ .. الخ ....
وقال: سأكتفي فقط بلفت انتباهه ولن أطرده لأنه مازال في الصف الأول الابتدائي (وهذا اعتبرناه رحمة) ولكن يجب أن يعاقب حتى لا يُكرر فعلته ،وهمَّ أن يرفع "سوطه" (مع إنها مجرد عصا ولكنها كرباج) ...... ولكن ..... 
هرولت فتاة اتجاه المدير .. وشهق الجميع (أصبح في الساحة ضحيتان!!) .. ضئيلة الحجم ذابلة الوجه بالمعنى الأصح تشبه هذا الفتى إلى حد كبير ...قالت والدموع تملأ عينيها: أنا المسئولة ..... نظر إليها المدير نظرة استنكار ,,,,

ونظرت هي إلى الأرض في استكانة وضعف وأكملت:
بابا طول اليوم في الشغل،   ومامااااااااا....

بابا قال لي:- أنها مسافرة عند ربنا وستتأخر و لازم حنرُحلها لانها صعب تيجي بس ... بس يا أستاذ أنا حقول لبابا النهاردة إنه لازم يتصل بيها أنا مش عارفة أعمل حاجة لوحدي ..... عشان خاطري بلاش تضربه ......
و ... ووقعت العصا من يده ... وأجهش الجميع بالبكاء.... ووقفت الفتاة مشدوهة !!
وتقول في نفسها: هم بيعيطوا ليه؟؟!!

0 التعليقات :

إرسال تعليق