من يدري؟
هويدا الشامي
فى فترة الخمسينيات كان التعليم محدود جدا وكان من يتسني لهم إكمال تعليمهم الجامعي قلة تعد على الأصابع كما أنهم من فئة الذكور فقط دون الإناث خاصة فى الريف .
وفي تلك الفترة كان هناك شاب بعامه الأخير بالجامعة وكان أكبر اخوته وهو الوحيد الذي أكمل تعليمه أما عن اخواته الإناث فقد تزوجن فى سن صغير .
قررت أمه أن تزوجه بالرغم من أنه ما زال يدرس بالجامعة ، فقد كانت تعرض عليه كل إجازة له العديد من فتيات القرية اللاتي يستطعن القراءه والكتابة حتى تليق بمستواه التعليمي .
فى أحد المرات التي ذهب بها مع والدته لخطبة احدي فتيات القرية لمح فتاة تلهو مع أطفال القرية ، فكانت تتسلق الأشجار وتجرى وتمرح معهم دون اكتراث و كأنها طفلة مثلهم
سأل الشاب والدته عن تلك الفتاة .
فأجابته ضاحكة :
إن تلك الفتاة ليس لديها عقل فهي تتصرف كالاطفال تماماً ، تلعب وتلهو متناسية عمرها وكأنها طلفة لا فتاة بسن الزواج وبأنها لا يمكن أن تتزوج ابدا إن بقيت على هذا الحال !
تعجب الشاب كثيراً فالفتاة لا يبدو عليها البلاهه ومن ثم أراد معرفة الأسباب التي جعلتها علي تلك الحالة..
وفي اليوم التالي و كالعادة عندما ذهب الشاب لخطبة فتاة أخري لم تعجبه ، وعند عودته إلى البيت ، رأى تلك الفتاة مرة أخرى وهى تلهو وتلعب مع الأطفال وفجأه اصطدمت به وهي تجري غير عابئة ، فوقفت أمامه وظلا ينظران لبعضهما البعض ثم ضحكت ضحكة أذابت قلبه ومن ثم تركته وأكملت مرحها مرة أخرى مع الأطفال .
سأل الشاب عن تلك الفتاة كل من يعرفه
لماذا تفعل ذلك ؟ وهل تدرك ما تفعله أم أنه أصابها الجنون ؟!
علم الشاب أنها تحب والدها كثيرا ، لكنه دائما متغيب عنها حيث أن عمله فى مكان بعيد لذا اعتادت تلك الفتاة منذ الصغر على التصرف كالأطفال ظناً منها أن والدها سوف يترك عمله ويمكث بجوارها ، فلقد ظنت أن والدها عندما يعلم ماتفعله فى غيابه سيقرر ترك عمله ولكنه لم يفعل ، حتى أنها اعتادت على تلك الأفعال فأصبح ذاك أمر عادي و معروف لدى جميع من بالقرية .
عاد الشاب إلى الجامعة وهو يفكر فى أمر تلك الفتاة و لم تغب صورتها عن ناظره حتي رجع الشاب مرة أخرى إلى القرية ، وأخبر الجميع أنه عازم على الخطبة وأنه لن يعود إلى الجامعة بدون أن يتقدم لفتاه .
فرحت أمه وأخبرته أنها بالفعل رأت فتاة جميلة و سوف تذهب إلى خطبتها فى الحال
أدهش الشاب الجميع عندما عملوا أنه يريد أن يخطب تلك الفتاة المختله من وجهة نظرهم والتي رآها فى زيارته الأخيرة إلى القرية .
اتهمت الأم ابنها بالجنون فتلك الفتاه لن تستطع تحمل مسؤولية الزواج فكيف له أن يتزوجها ؟؟
ولكنه أصر حتى أنه قال إذا كان ولابد من أن يتزوج فلن يتزوج غيرها فما كان من أمه إلا الموافقه بعد كل هذا الإصرار !
وعندما تقدم الشاب لخطبة تلك الفتاة تعجب أهل القرية فهذا الشاب جامعي وتلك الفتاة والتى لم يكبر عقلها نهائيا كيف يتزوجان !
ضرب الشاب بكلام الناس وأهله أيضا عرض الحائط بل وتجاهل الجميع .
و بالفعل تزوج الشاب بتلك الفتاة وحضر أهل القرية العرس بدون أى دعوة وهم بقمة الدهشة!
...... وبعد أسبوع من الزواج عاد الشاب إلى الجامعة لإكمال دراسته الجامعية وتركها فى بيت أهله ، ثم رجع إلى القرية ودخل مسرعا إلى حجرته ليراها لكنه لم يجدها فى البيت بأكمله وسألها عنها:
أين ذهبت زوجتي؟ᴉ
لم يرد عليه أحد حتى أجابت أمه بنبرة غاضبة:
إنها بالمكان التى إعتادت عليه.. بشوارع القريةᴉ تلهو وتلعب مع الأطفال كعادتها و كأنها لم تتزوج !
خرج الشاب يبحث عنها فى شوارع القرية حتى وجدتها تلهو مع الاطفال فأخذها تحت أنظار أهل القرية إلى البيت ممسكا بيدها كأنها طفلة و ثم دخل حجرته وبادرها بالسؤال :
- لم تفعلين ذلك؟
أجابته الفتاة بحزن وألم ودموعها تسيل علي وجنتها :
- لماذا تزوجتنى؟! حتى تتركنى مثلما فعل أبى ؟!
نظر الشاب إليها ومسح دموعها بأطراف أصابعه ثم قال:
- لابد أن أكمل دراستى الجامعية هذا حلمي وحلم عائلتي فلتتحملي قليلاً
قالت الفتاة :خذنى معك وأنا لن أفعل شئ يغضبك منى .
ضحك الشاب من طريقة حديثها فهي تتكلم كالاطفال تماما ثم قال مبتسما:
لن أستطيع توفير مكان مناسبا بالمدينة حتى تعيشين فيه كما أنه لم يتبق على إنتهاء الدراستة سوى شهرين
قالت الفتاة : حسنا ولكن لن تعود إلى الجامعة مرة أخرى إلا بشرط واحد
قال الشاب :أي شرط ᴉ
قالت الفتاة : تأخذني إلى حيث يعمل أبي، إنه غائب عنى منذ فترة طويلة حتى أنه لم يحضر زفافي ولم يتعرف عليك حتى الأن بسبب صعوبة الطريق وندرة المواصلات ، ثم أخرجت ورقة مطوية مكتوب فيها عنوان عمل أبيها قائلة :
أننى أريد أن أذهب إليه حتى أراه وتكون له مفاجأة
قال الشاب :وإذا فعلت ذلك فماذا سيكون المقابل ؟
- أسرعت إليه وقبلته على خده الأيمن
ابتسم الشاب من ردة فعلها الطفولية ثم أشار إلى خده الأيسر فقبلته أيضا وهى سعيدة .
وقامت بتجهيز حقيبتها مسرعة وهو ينظر إليها ويرى الفرحة فى عينيها .
بالفعل سافروا إلى مكان عمل أبيها ، وأثناء السفر نسي الشاب أنها زوجته وكأنها ابنته الصغرى . فكانت تشعر بسعادة بالغه وقت ركوب القطار لأن هذه هي المرة الأولي التي تذهب فيها خارج قريتها ، وتشاهد تلك المناظر وكانت أحيانا تخرج يدها من النافذة وهى سعيدة كما كانت تشير بيدها إليه ليشترى لها بعض الحلوى ،وأيضا بعض الألعاب "كالدمية " فحملتها كالاطفال أما هو فيحمل الحقائب خلفها شاعراً بالسعادة لسعادتها فلقد أصبحت طفلته المدلله ، يفعل لها كل شئ تريده دون اعتراض منه .
وبعدما وصلوا الي والديها بالمكان الذى يعمل فيه ذهبت اليه فقلبته واحتضنته بكل قوتها بسعادة وشوق ثم قدمت له زوجها
وبعدها ذهبوا جميعا إلى المكان الذي يمكث فيه أبيها بعدما ينهى عمله ، وأخدت تعد الطعام لأبيها وزوجها .
قال الأب مخاطباً الشاب :لم تزوجتٙ ابنتى؟ كنت أظن أنها لن تتزوج لتصرفاتها وأفعالها الطفوليه فالجميع يشكو منها هي لم تفعل شيئا مفيداً بحياتها !
قال الشاب :"بكل صراحة "أنا لا أعلم لم تزوجتها هى بالذات ربما مع الوقت سوف أعرف السبب ، كل ما أعرفه الآن أنني مذ رأيتها رغبت بالإرتباط بها رغم كل ما سمعته عنها.
ولكن بينه وبين نفسه هو مدرك تماماً لم تزوجها ، فهي لشخص مثله سيصبح عم قريب طبيبا نفسيا ليست مجرد حالة اجتذبته فقط ،لكنه أحبها أيضا بل و أراد أن يمتلكها بكل براءتها وجمالها ومرضها ، وقد تكون موضوع بحثه أيضاً
من يدري؟
وفي تلك الفترة كان هناك شاب بعامه الأخير بالجامعة وكان أكبر اخوته وهو الوحيد الذي أكمل تعليمه أما عن اخواته الإناث فقد تزوجن فى سن صغير .
قررت أمه أن تزوجه بالرغم من أنه ما زال يدرس بالجامعة ، فقد كانت تعرض عليه كل إجازة له العديد من فتيات القرية اللاتي يستطعن القراءه والكتابة حتى تليق بمستواه التعليمي .
فى أحد المرات التي ذهب بها مع والدته لخطبة احدي فتيات القرية لمح فتاة تلهو مع أطفال القرية ، فكانت تتسلق الأشجار وتجرى وتمرح معهم دون اكتراث و كأنها طفلة مثلهم
سأل الشاب والدته عن تلك الفتاة .
فأجابته ضاحكة :
إن تلك الفتاة ليس لديها عقل فهي تتصرف كالاطفال تماماً ، تلعب وتلهو متناسية عمرها وكأنها طلفة لا فتاة بسن الزواج وبأنها لا يمكن أن تتزوج ابدا إن بقيت على هذا الحال !
تعجب الشاب كثيراً فالفتاة لا يبدو عليها البلاهه ومن ثم أراد معرفة الأسباب التي جعلتها علي تلك الحالة..
وفي اليوم التالي و كالعادة عندما ذهب الشاب لخطبة فتاة أخري لم تعجبه ، وعند عودته إلى البيت ، رأى تلك الفتاة مرة أخرى وهى تلهو وتلعب مع الأطفال وفجأه اصطدمت به وهي تجري غير عابئة ، فوقفت أمامه وظلا ينظران لبعضهما البعض ثم ضحكت ضحكة أذابت قلبه ومن ثم تركته وأكملت مرحها مرة أخرى مع الأطفال .
سأل الشاب عن تلك الفتاة كل من يعرفه
لماذا تفعل ذلك ؟ وهل تدرك ما تفعله أم أنه أصابها الجنون ؟!
علم الشاب أنها تحب والدها كثيرا ، لكنه دائما متغيب عنها حيث أن عمله فى مكان بعيد لذا اعتادت تلك الفتاة منذ الصغر على التصرف كالأطفال ظناً منها أن والدها سوف يترك عمله ويمكث بجوارها ، فلقد ظنت أن والدها عندما يعلم ماتفعله فى غيابه سيقرر ترك عمله ولكنه لم يفعل ، حتى أنها اعتادت على تلك الأفعال فأصبح ذاك أمر عادي و معروف لدى جميع من بالقرية .
عاد الشاب إلى الجامعة وهو يفكر فى أمر تلك الفتاة و لم تغب صورتها عن ناظره حتي رجع الشاب مرة أخرى إلى القرية ، وأخبر الجميع أنه عازم على الخطبة وأنه لن يعود إلى الجامعة بدون أن يتقدم لفتاه .
فرحت أمه وأخبرته أنها بالفعل رأت فتاة جميلة و سوف تذهب إلى خطبتها فى الحال
أدهش الشاب الجميع عندما عملوا أنه يريد أن يخطب تلك الفتاة المختله من وجهة نظرهم والتي رآها فى زيارته الأخيرة إلى القرية .
اتهمت الأم ابنها بالجنون فتلك الفتاه لن تستطع تحمل مسؤولية الزواج فكيف له أن يتزوجها ؟؟
ولكنه أصر حتى أنه قال إذا كان ولابد من أن يتزوج فلن يتزوج غيرها فما كان من أمه إلا الموافقه بعد كل هذا الإصرار !
وعندما تقدم الشاب لخطبة تلك الفتاة تعجب أهل القرية فهذا الشاب جامعي وتلك الفتاة والتى لم يكبر عقلها نهائيا كيف يتزوجان !
ضرب الشاب بكلام الناس وأهله أيضا عرض الحائط بل وتجاهل الجميع .
و بالفعل تزوج الشاب بتلك الفتاة وحضر أهل القرية العرس بدون أى دعوة وهم بقمة الدهشة!
...... وبعد أسبوع من الزواج عاد الشاب إلى الجامعة لإكمال دراسته الجامعية وتركها فى بيت أهله ، ثم رجع إلى القرية ودخل مسرعا إلى حجرته ليراها لكنه لم يجدها فى البيت بأكمله وسألها عنها:
أين ذهبت زوجتي؟ᴉ
لم يرد عليه أحد حتى أجابت أمه بنبرة غاضبة:
إنها بالمكان التى إعتادت عليه.. بشوارع القريةᴉ تلهو وتلعب مع الأطفال كعادتها و كأنها لم تتزوج !
خرج الشاب يبحث عنها فى شوارع القرية حتى وجدتها تلهو مع الاطفال فأخذها تحت أنظار أهل القرية إلى البيت ممسكا بيدها كأنها طفلة و ثم دخل حجرته وبادرها بالسؤال :
- لم تفعلين ذلك؟
أجابته الفتاة بحزن وألم ودموعها تسيل علي وجنتها :
- لماذا تزوجتنى؟! حتى تتركنى مثلما فعل أبى ؟!
نظر الشاب إليها ومسح دموعها بأطراف أصابعه ثم قال:
- لابد أن أكمل دراستى الجامعية هذا حلمي وحلم عائلتي فلتتحملي قليلاً
قالت الفتاة :خذنى معك وأنا لن أفعل شئ يغضبك منى .
ضحك الشاب من طريقة حديثها فهي تتكلم كالاطفال تماما ثم قال مبتسما:
لن أستطيع توفير مكان مناسبا بالمدينة حتى تعيشين فيه كما أنه لم يتبق على إنتهاء الدراستة سوى شهرين
قالت الفتاة : حسنا ولكن لن تعود إلى الجامعة مرة أخرى إلا بشرط واحد
قال الشاب :أي شرط ᴉ
قالت الفتاة : تأخذني إلى حيث يعمل أبي، إنه غائب عنى منذ فترة طويلة حتى أنه لم يحضر زفافي ولم يتعرف عليك حتى الأن بسبب صعوبة الطريق وندرة المواصلات ، ثم أخرجت ورقة مطوية مكتوب فيها عنوان عمل أبيها قائلة :
أننى أريد أن أذهب إليه حتى أراه وتكون له مفاجأة
قال الشاب :وإذا فعلت ذلك فماذا سيكون المقابل ؟
- أسرعت إليه وقبلته على خده الأيمن
ابتسم الشاب من ردة فعلها الطفولية ثم أشار إلى خده الأيسر فقبلته أيضا وهى سعيدة .
وقامت بتجهيز حقيبتها مسرعة وهو ينظر إليها ويرى الفرحة فى عينيها .
بالفعل سافروا إلى مكان عمل أبيها ، وأثناء السفر نسي الشاب أنها زوجته وكأنها ابنته الصغرى . فكانت تشعر بسعادة بالغه وقت ركوب القطار لأن هذه هي المرة الأولي التي تذهب فيها خارج قريتها ، وتشاهد تلك المناظر وكانت أحيانا تخرج يدها من النافذة وهى سعيدة كما كانت تشير بيدها إليه ليشترى لها بعض الحلوى ،وأيضا بعض الألعاب "كالدمية " فحملتها كالاطفال أما هو فيحمل الحقائب خلفها شاعراً بالسعادة لسعادتها فلقد أصبحت طفلته المدلله ، يفعل لها كل شئ تريده دون اعتراض منه .
وبعدما وصلوا الي والديها بالمكان الذى يعمل فيه ذهبت اليه فقلبته واحتضنته بكل قوتها بسعادة وشوق ثم قدمت له زوجها
وبعدها ذهبوا جميعا إلى المكان الذي يمكث فيه أبيها بعدما ينهى عمله ، وأخدت تعد الطعام لأبيها وزوجها .
قال الأب مخاطباً الشاب :لم تزوجتٙ ابنتى؟ كنت أظن أنها لن تتزوج لتصرفاتها وأفعالها الطفوليه فالجميع يشكو منها هي لم تفعل شيئا مفيداً بحياتها !
قال الشاب :"بكل صراحة "أنا لا أعلم لم تزوجتها هى بالذات ربما مع الوقت سوف أعرف السبب ، كل ما أعرفه الآن أنني مذ رأيتها رغبت بالإرتباط بها رغم كل ما سمعته عنها.
ولكن بينه وبين نفسه هو مدرك تماماً لم تزوجها ، فهي لشخص مثله سيصبح عم قريب طبيبا نفسيا ليست مجرد حالة اجتذبته فقط ،لكنه أحبها أيضا بل و أراد أن يمتلكها بكل براءتها وجمالها ومرضها ، وقد تكون موضوع بحثه أيضاً
من يدري؟

0 التعليقات :
إرسال تعليق