ففي الغد رحلة آخرى

ففي الغد رحلة آخرى..

 محمد ذئاب                                        

إستيقظ باكرا وارتشف قهوتك على صوت زقزقة العصافير، تمشى وعرج على المكتبات؛ فهنالك الكثير ممن أتصلوا بك، وأنت نائم، والبعض قد أنساك ظرفك زيارتهم ...!!
 فكانط يرغب أن يطلعك على (ميتافيزيقيته لفلسفة الأخلاق)، والمعري في محبسيه، ينتظرك ليقرأ لك من (لزومياته)..،
 ولاتنسى وأنت تسلم على (ارنولد تونبي) أن تبلغه بعض ملاحظاتك على كتابه وعن فلسفته لتاريخ البشرية،
وأرجوك أن لاتمنعنك أخلاقك أن تزور ميكافيلي في كتابه (الأمير)..!!
وعلى طريقك أيضا عقب على هنتجتون في (صدام الحضارات)
وعرج على شكسبير في مسرحياته؛ احضرها، أرجوك تأملها؛ ففيها الكثير مما تحتاجه،
واطرق باب فولتير وأخبره ماذا صنعت بكتابك (الملك الشمس)..؟!!
ومن ثمة جره بيده لتشاهدا معا لوحات بيتهوفن وموتزارت .
 ثم أنحو نحو الهاشمي في جواهره الأدبيه، والأبشيهي في مستطرفه المستظرف..

ولاتنسى وأنت تجوب وديان المكتبات أن تسلم على ضريح ناجي العلي، وترى تلك الرسومات المعلقة على قبره .
 فإن وجدت نفسك قد إغتمت فسارع نحو صيدلية الغزالي، واطلب إحياء علوم الدين ..حتى تعود لك نفسك المطمأنة..
 ثم وأنت في طريقك روح عن نفسك، وميل إلى بساتين نزار، وأشتم أزهاره الجميلات، وإن دعاك للجلوس معه فاغتنمها فرصه لتسأله عن سر قوله
بلقيس ياوجعي وياوجع القصيده
 الشعر بعدك مستحيل والأنوثة مستحيلة..!!

ولاااااتنسى النظر لعقارب ساعتك فتسرقك الرحلة عن ميعاد الغداء..

ففي الغد رحلة آخرى..

موضوعات ذات صلة : مجلة على رصيف الكلمة العدد 4