نبذة مختصرة عن إحياء اللغة
القراءة في علوم اللغة كعلم النحو والصرف والقواميس وعلم العروض قراءة ذهنية مجردة فاقدة الحركة واللون والصوت ،كما القراءة في علوم الطبيعة ،تفتقد التخيل والتصور والإحساس والبيان .
ولا يتم إحياء اللغة إلا في أروقة الكتاب وساحات الأدباء وقصائد الشعراء ،فموهبتهم هي الروح التي تسري في الكلمة فتطوعها كما تريد مغلفة بالإحساس المتأجج والعاطفة القوية .
راقتني لفتة بديعة ذكرها المنفلوطي _رحمه الله_ في مقدمة كتابه (العبرات والنظرات) يبرز الفرق بين الأدباء واللغويين ،فيرى أن الأدباء كاتبون ،واللغويين مصححون كمثل النسّاج وعامله ،فهذا ينسج الثوب وهذا يلتقط زوائده ،كذلك كمثل الشاعر والعروضي ،هذا ينظم الشعر وهذا يعرضه على تفاعيله وأوزانه،
ففضل الأدباء على اللغة في سيرورتها وذيوعها وتداولها وخلودها أفضل من فضل اللغويين عليها في ذلك ،لأنهم هم الذين يمهدون سبلها ،ويعيدون طرقها ،ويجمعون شاردها وينظمون لآلئها نظم الثاقب لآلئه في السلك...أ هـ)
وبشيء من تأمل ...فاللغة كثير من يتقنها ويحفظ متونها ويدرك بلاغتها وصورفها ،لكن قليلون من يطوّعون اللغة في سياقها المناسب فيرتسم البيان وكأنه سحر يأخذ بالألباب ويترك الأثر العميق.
فإدراك اللغة صناعة وتدريب وتمرس ،أما ترويضها لأغراض الأدب فهو موهبة وبراعة وتفرد.
اللغوي حافظ أمين على اللغة ومتونها ،أما الأديب فهو صياد ماهر في اصطيادها ،متفنن في أسرارها ،مبدع في رسمها
ولا يتم إحياء اللغة إلا في أروقة الكتاب وساحات الأدباء وقصائد الشعراء ،فموهبتهم هي الروح التي تسري في الكلمة فتطوعها كما تريد مغلفة بالإحساس المتأجج والعاطفة القوية .
راقتني لفتة بديعة ذكرها المنفلوطي _رحمه الله_ في مقدمة كتابه (العبرات والنظرات) يبرز الفرق بين الأدباء واللغويين ،فيرى أن الأدباء كاتبون ،واللغويين مصححون كمثل النسّاج وعامله ،فهذا ينسج الثوب وهذا يلتقط زوائده ،كذلك كمثل الشاعر والعروضي ،هذا ينظم الشعر وهذا يعرضه على تفاعيله وأوزانه،
ففضل الأدباء على اللغة في سيرورتها وذيوعها وتداولها وخلودها أفضل من فضل اللغويين عليها في ذلك ،لأنهم هم الذين يمهدون سبلها ،ويعيدون طرقها ،ويجمعون شاردها وينظمون لآلئها نظم الثاقب لآلئه في السلك...أ هـ)
وبشيء من تأمل ...فاللغة كثير من يتقنها ويحفظ متونها ويدرك بلاغتها وصورفها ،لكن قليلون من يطوّعون اللغة في سياقها المناسب فيرتسم البيان وكأنه سحر يأخذ بالألباب ويترك الأثر العميق.
فإدراك اللغة صناعة وتدريب وتمرس ،أما ترويضها لأغراض الأدب فهو موهبة وبراعة وتفرد.
اللغوي حافظ أمين على اللغة ومتونها ،أما الأديب فهو صياد ماهر في اصطيادها ،متفنن في أسرارها ،مبدع في رسمها


0 التعليقات :
إرسال تعليق