موانيء لا يرسو فيها الحب
ولاء جمال يوسف
موانيء لا يرسو فيها الحب شارده أنت فى دوامة فكرك لا تعرفين مخرجا لنفسك الآثمة .. تحاوطك اللحظات , الكلمات جذابة تبرق ببريق آثم يخنقك . دائما سحر كلماته يأسرك ، يستطيع ثبراغوارك دون قيود تمنعه أو حواجز تتحدى قفذاته الواثقه وكأنه يملكك إلى الأبد . لتلك الحفلة تعدين , بأحلى ثيابك تتزينين .. ذلك العطر تعرفين انه يعشق تنفسه مصحوبا بأنفاسك المضطربه دوما عند رؤيته . تتعانق أيديكما ، تنتقل سخونة إحساسه إلى يدك المثلجه فتطمئن .. تتحادثا حديثكما الهامس فتتساب كلماته كالخدر فى أعصابك الثائرة .. يعرف كيف يسوق قرابينه لمغازلة أنوثتك ، تبتسمين محذرة .. تحفزينه على الاستمرار أكثر ، لا يخجل أن يخبرك بمدى ذلك الارتياح الذى يشعر به نحوك ، ترق نظراتك ، تستعذبين ضعفك ، تغوصين فى بئر كلماته اللامنتهى ولكن تحين منك نظره إلى تلك الدبله المهمله فى أصبعك الأيسر ، تختنقين ، من بئر كلماته تخرجين .. لمراوغاتك تعودين .. يعشق تلك اللعبة دائما ، كما يجيد اختراقها دون يأس . أحلامك الوردية التى نبتت بداخلك وحملت بها سنوات طوال ووئدت فى بيتك تتجسد الآن وتدب فيها الروح على يديه . تختلسين النظرات نحو الآخر ، يبدو قريبا لكنه منشغلا عنك .. أقصى ما يكون عن عالمك، تستجدين نظره مشروعه منه فلا يلتفت .. كم مهمله أنت فى قائمة اهتمامه .. تمل نفسك انتظار سفنه الغائبة دون جدوى ، تتقاذفه أمواج عمله بعيدا عن شاطئك الحالم تذكرينه يوما كان قريبا منك ومن زجاجيه أحلامك , بلطف اقترب لينتزعك من أحلامك وعالمك لتتوحدى معه ويمن عليك باقتران اسمك به فى رباط أبدى .. دون تفكير كان هو منقذك، بإرادتك وافقت وقررت العيش بأحداقه ، لم يدر بخلدك يوما أن هشاشه أحلامك ستسبب المزيد من النزف لك مع تناثر شظاياها فى بعده . كل يوم تذوبين أكثر فى ذنب اكبر .. " إن لم تغازل زوجتك فهناك كثيرون على استعداد لمغازلتها " ما عدت تذكريين أين قرأتها ، لم يعد يهمك الآن فهى منقوشة داخلك .. تسرى فى دمك كمهدئ لآلام إثمك المتزايدة . تبعثين بنظرات استجداء تتمنين أن تحمله إليك , تتحرك رأسه باحثا .. تتلاقى عيناه بك . تنتشين ، تتسرب الفرحة إلى أوصالك لالتفاته ، للذهاب إليه تتأهبين ، تتمنين أن يحتضنك حتى وان كان أمامهم ، لا يهمك ، كل ما يعنيكى أن تتطهرى من ذنبك بين زراعيه وتغتسلى من خطاياك برحيق قلبه . فى نشوه طفوليه تخطين نحوه .. قبل الوصول تتوه سفينته ثانية ، فى إصرار تصلين إلى مجاديفه ، تحاولين إدارة الدفه نحوك ، أخيرا يستجيب .. يرفع إليك عينا مندهشه متسائلا أين كنت ، يداعب يدك ويطيع قبله تائهة فوقها ، تتركينها تذوب فى كفته ، تودين لو تنزعيه بعيدا ، تستخلصيه لنفسك ، تهريين بقلبه عن كل أعباءه .. تتسع ابتسامتك حين تفكرين فى اختطافه ، شيئا بداخلك يتحداك أن يعود . تخافين .. تتشبثين بزراعه أكثر ، تخافين أن يقتلك إهماله .. تزداد قبضتك على كفه فى شرعيه لذيذه يسرى طهرها فى قلبك فتنتشين .. لحظات وتنزلق يده من يدك .. يوليك ظهره . يبدو لهيب غضبك متنافرا مع رقيق ملامحك وذلك الصخب المرح حولك , تسرعين خطواتك مبتعده .. تنزوين فى ركن وينفلت منك ضعفك منهمرا من عينيك . وسط نحيبك شعرت بتلك اليد على كتفك , مررت بيدك لتمسحى تلك القطرات التى خانتك .. فرحة أن غيابك أثار أخيرا اهتمامه ، في استدارة سريعة واجهته لكن لم يكن هو . حاولت التملص من خيبة الأمل التى توسدت ملامحك لم تتوقعى أن يتبعك بنظراته ، زاغت نظراتك بعيدا كى لا تواجه عينيه . فى ثقة رفع راسك إليه فلمح اثر لتلك ا لقطرات المترقرقة في مقليتكى .. لعنتى ضعفك ولعنتى الأخر فى سرك . دفء إحساسه بك أذاب ثلوج اليأس التى حاوطتكى طويلا ، يده المستقرة على كتفك تمتد الآن إلى عينيك يداعبها ، تمحو دمعها ويزيل العبس الساكن فى مقليتكى . دون كلمات يفهمك ، لا يدع لك ملاذا سواه ، وسط نحيبك لم تتماسكى .. خارت كل مقاوماتك وانزلقتى بين ذراعيه تدفنين ضعفك .. فى يأس تبوحين بأسرارك كلها ، ترتجفين منفعله بين ذراعيه ، يعلو نحيبك .. تضمك ذراعاه أكثر وتنساب يده إلى رأسك مهدهده . فى ذعر تنتفضين ، من بين زراعيه تنفلتين .. تتخبط خطواتك مسرعة نحو باب الخروج ، لم تهتمى بنظراتهم المستفهمه .. قبل الخروج تحين منك نظره تائهه نحو ذلك الآخر .. فى مرارة تبتسمين وأنت ترين موجه يجرفه أكثر إلى منطقة انعدام الوزن . وقتها أدركت أن شاطئك سئم انتظاره وان أحلامك تحمل فى دمك .. تنساب فى يسر إلى قلبك ليتوقف عن النبض له وتغرقين فى أثمك أكثر وأكثر .
موضوعات ذات صلة :
قصة قصيرة

1 التعليقات :
قصة رائعة، مكتوبة بشكل متقطع، الجملة القصيرة التي تصف حالة أو حركة.. قصص من الومضات، التي تسوقك إلى قصة قصيرة كاملة التضاريس..
أعجبتني القصة للغاية، التي تدل على قلم موهوب، مؤدبة لغوياً باقتدار..
راقتني هذه الجملة كثيراً:
تزداد قبضتك على كفه فى شرعيه لذيذه يسرى طهرها فى قلبك فتنتشين.
إرسال تعليق