بحث هذه المدونة الإلكترونية

تعديل

الخميس، 11 يونيو 2015

امرأة بين ثلاثة

إلى القَارِئ الفَخمِ أُهديكَ هَذهِ الرّوايةَ فَبينَ دفتيْهَا حكايةٌ، فَربما نتّفقُ أَوْ تختلفُ في مَضمونِهَا،  لكنَّهَا واقعٌ يحيَا بيننَا، وإنْ تغَايرتْ الأَسماءُ، قَطعًا تشَابهتْ الأَحداثُ، أَتمنى لكَ قِراءةً هَادفةً ثَريّةً.









تأليف : أ. سحر نعمة الله
غلاف : أمنية العربي



رواية-إجتماعي

مناقشة علي موقعنا











2 التعليقات :

موهبة تنطلق إلى الاحتراف، ورسالة أصيلة تُنافس
رواية "امرأة بين ثلاثة" للروائية الواعدة سحر نعمة الله

طوال الليل، حتى بزوغ الصبح، كنت أقرأ امرأة بين ثلاثة..
طفرت لدي فجأة الرغبة المُنبثقة من جمال الغلاف، وتشويق العنوان "امرأة بين ثلاثة".. :)
جميل أسلوبك للغاية.. به موهبة ملحوظة كنجم في ليلٍ بهيم، وقدرة على السرد متطورة للغاية، وتركيب للجُمل سلس وبديع، واستعانة بالتشبيهات البلاغية مُمتع..

ـ الجزء الأول من الرواية فيه إحساس بالملل، لولا أن شدتني الأحداث المنطوية في الصفحات الزاخرة بها فيما بعد..
ـ بتصاعد بدأ التشويق يزيد ويعلو.. حتى وصل لقمته، فلم أستطع تركها قبل إتمامها...
ـ يُمكن تصنيف الرواية أنها من نوعية قصص التنمية البشرية أو بناء الذات وتطويرها أو العصامية أو الإرادة، أو النجاح...
ـ الرواية ممتعة، لم تدخلِ في تفاصيل قد تطيل الرواية أو تخرج عن السياق.. التزمتِ بالمشاعر والأحداث بدون الدخول في تقنيات علم التنمية البشرية ومصطلحاته المجردة أو الجامدة..
ـ أبدعتِ في وصف مشاعر الشخصية الرئيسية، وتصرفاتها، وإبراز حسها الأنثوي، وانطباعاتها، وسلوكها..
ـ قدرة تفصيلية غير مملة في وصف كل مشهد ببراعة، وكذلك وصف الحركات والسكنات بأسلوب عبقري..
ـ رشاقة الكلمات والجُمل، وسلاسة الأسلوب، وبساطة التركيب ومرونته..
ـ لديكِ غزارة في الألفاظ اللغوية، واستخدامها في تركيبات وأساليب جديدة.. أمر يدعو للإعجاب..
ـ حبكة عالية في ترتيب المشاهد وتسلسل الأحداث، برغم كثرتها.. موهبة فذة..
ـ هناك رزانة أو رصانة واضحة في السرد، وهي ميزة مهمة للغاية، إلا أنها قد تكون مُجهمة للقارئ..

* هناك فقط بعض الملحوظات والثغرات القليلة العابرة.. منها:
. بداية الرواية متعثرة ببعض التناقضات مثل الفترات القصيرة لتناول الوجبات، وهناك تقصيرات واضحة في سلوك الزوجة.. يُمكن القول أنه لم يكن الزوج وحده المُقصر... أو أنها تُعاني مُعاناة كاملة من الزوج.. ويُمكن استخلاص ذلك من عدم نضجها العلمي والاجتماعي...
. عدم إمكانية ألا يشك الزوج نهائياً في زوجته، أو العمل على مراقبتها... فهو لم يكتشف خروجها بغير إذنه إلا في اليوم الذي أنهت فيه دروسها.. يبدو الأمر مثالياً أكثر من اللازم...
. كل دروس التنمية البشرية لم تؤثر التأثير المُقنع مع زوجها أو أولادها للتطبيق العملي المطلوب نتيجة للمحاضرات التي تلقتها، والمنتظر فيها التطبيق العملي لتكون ذات جدوى..!
. جُهد البطلة المبالغ فيه، حيث أن لا راحة لها نهائياً طوال اليوم، والنوم لساعات قليلة ليلاً، ومع ذلك تكون قوية على رعاية بيتها بعناصره يومياً، وصافية الذهن باستمرار لمتابعة محاضراتها وأبحاثها..!
. ليست ثغرة، لكن أعتقد أن الراوي العليم في سرد الأحداث لم يكن موفقاً كفاية، لو كُتبت بضمير المتكلم أو المُخاطب، كانت ستبدو أقوى للمتلقي في السرد والتأثير والإقناع..

* الطريف أنني شعرت وكأنني أقرأ عنكِ.. :)
وليس هذا شعوراً مقبولاً واقعياً ولا أدبياً.. إنما أعتقد أنه شعور تلقائي نمى لتوريطي في القصة والربط بينها وبين كاتبها، خاصةً أنني كأي متلقي لا يعرف الكثير عن المؤلف...

* خلال قراءتي للرواية أدركت أنني أمام كاتبة واعدة يُنتظر منها الكثير...
تملكين الموهبة والأدوات الهامة.. وبصراحة فكرة القصة أو الحكاية، برغم إثارتها، أقل من قدراتك الأدبية في نظري بمراحل...

* خاطر آخر انتابني أثناء القراءة.. أننا ننتمي لمدرسة فكرية واحدة، غير متداولة كثيراً، أو تُعد حديثة باقترانها بالأدب والكتابة الروائية والقصصية.. ذاك أننا أمام تحدي كبير أمام فطاحل الأدب الراهنين.. لدينا تحدي كبير لا بد من إنجازه والظفر به والانتصار فيه..
لا بد أن نصل لدرجة من التجويد، حتى ننافس ذوي الفكر المتحرر بالمُطلق، الميالين للفكر العلماني واليساري.. وما إلى ذلك... وأنتِ تجدين أنهم يكادون يكونون هُم المحتلون للساحة الأدبية والثقافية تماماً..
لذلك فأنا أُحييكِ على موهبتك، وأدعوكِ للاهتمام بهذا المجال حتى تجوديه وتحترفيه بفكرك الأصيل، بأسلوب باهر، يتفوق على المحتلين والمكتسحين لهذا المجال الأدبي الهام...

استمتعت كثيراً سحر.. بارك الله فيكِ..
ومنتظر المزيد والمزيد من إبداعاتك الكاسحة... :)

عُمرأحمدسُليمان
16ـ08ـ2015م

نقد متميز للكاتب الرائع عمر أحمد سليمان

إرسال تعليق