مكالمة نصف الليل
قصة قصيرة
شيرين علي
بداية الحلقة كالمعتاد عند منتصف ليل القاهرة ...... ما الجديد فهى حلقة مثلها مثل سابقتها بعض الكلمات الجوفاء عن العشق والغرام .. الفراق و الذكريات .. حتى الاغنيات نفسها لاتتغير نفس المعنى والالحان الهابطة .. اما المكالمات فحدث ولا حرج فتيات لا حياء لديهم ولا أدب جاءوا ليحكوا قصص عشقهم على الهواء .. كلمات فارغة لا تحمل اى جديد نفس الرتابة و الروتين فى كل الحلقات حتى هولاء السخيفات كثيرا منهن ما تنسج حكايات خيالية حتى تتباهى انها حادثته وكأنه شرف سعت الى نيله اشار له المخرج انه وقت البدء .. عاد من عالمه الخيالى الى الواقع نفس المقدمة الهادئة التى يستخدمها فى كل حلقة بدا فى استقبال المكالمات جاء صوتها مرتعش حزين فى اول الحوار لم يكن منتبها لها مثل باقى المكالمات التى يستمع اليها بنصف عقل ولكن شيئا ما فى حوارها جعل كل حواسه تستيقظ طلب منها ان ترفع صوتها قليلا حتى يستطع سماعها اعتذرت فهو بجوارها .. سالها من ؟ اجابت هو .. من هوى بى الى بئر الخيانه .. تلعثم فى الرد وفضل الصمت ترك لها المجال لتقص حكايتها فى سكون كان صوتها يزداد حزنا وانخفاض نعم فانا الخائنة التى تستمع بالخيانه فى كل مرة ... ويزيد من متعتى ان يعلم بانى اخونه .. هم ليسالها ولكنها تابعت الحديث لا تشغل بالك بالاسئلة فانا سارؤى القصة كما حدثت وستجد كل الاجابات .. اشار اليه المخرج ليقطع عليها الاتصال ولكنه رفض فقد احس بان وراء كلماتها المتلعثمة سرا خطير .. اكملت حديثها بصوتها المرتعش وبدأت تقص عليه الرواية قائلة : تزوجته وعمرى سبعة عشرعام وهو كان جاوز الخمسين رمى بى ابى اليه مثلما يفعل العديد من الاباء من اجل المال فرحت امى واخواتى فلم يعد الفقر رفيقهم كما كان .. حتى وان اصبح الحزن رفيقى لا يهم .. لا انكر انا نفسى فرحت قليلا سيتزعنى من الفقر لاعيش بين القصور والحرير وفرق العمر لا يهم فالرجل لا يعيبه الا فقره اما هو فمن اغنى الاغنياء .. وتم الزواج او دعنا نقول شعيت الجنازة فكان هذا يوم وفاتى لا يوم عرسى هل لك ان تتخيل ابنة السابعة عشر و من بلغ الخمسين فى فراش واحد ماذا ستكون النتائج كرهت نفسى وكرهت انفاسه التى باتت تحاوطنى واصبح هذا الموت اليومي ملازما لى طوال عشر سنوات يرمى بى الى القبر كل ليلة ويتركنى بين دموعى التى اصبحت لا تجف وقلبى الذى ينزف عشرسنوات عشتها خلف اسوار سجنه يجلدنى كل ثانية بانفاسه ونظراته .. الا ان عصف به المرض واخذ ينهش فى جسده وكان من الطبيعى ان ابقى بجواره ولكن القدر لم يكن رحيما به فقد دفع به الى داخل اسوار زنزانتى ليخرجنى خارج اسوارها .. نعم هو عامل الصيدليه الذى كان ياتى ليحقنه بالدواء تقرب الى مرة بعد مرة لم تكن لدي اى مقاومة تركت جسدى حر اخيرا ليشعر بالمتعة التى لم اعرفها من قبل وكل يوم كنت اسقط فى البئر اكثر سلمت له قلبى وجسدى حتى اموالى لم ابخل عليه بشئ منى وكيف ابخل وهو من استطاع ان يعود بى الى الحياة مرة اخرى بعد سنوات الموت الطويلة .. لكن القدر لم يتركنى انهل من تلك السعادة المزيفة طويلا .. فاذا بها بدأ يتعافى من مرضه واصبح يشعر بما يدور من حوله .. أكدت له شكوكه نعم انا اخونه وسأخونه كل ليلة لم يتمالك نفسه من الصدمة هوى ارضا عاجز عن النطق والحراك .. وكانت تلك فرصتى التى كنت ابحث عنها منذ ايام اريد ان اجعل خيانتى له على مرأى ومسمع منه حتى اجلده بنفس العذاب الذى كان يعذبنى به .. وها انا قد فعلتها وافعلها كل ليلة .. المح السؤال الان يطل فى ذهنك لماذا ارؤى لك كل هذا الان مادمت قد اخذت بثأرى هل اعذبه ام اعذب نفسى لا تتعب نفسك لا هذا ولا ذاك .. لكنى سئمت كرهت جسدى و كرهت نفسى كلما انزلقت فى البئر العميق تحاوطنى الاوساخ حتى كادت تقضى عليا واليوم اشعر بها تخنقنى لا اكاد اتنفس اشعر انى اغرق وسط الوحل الذى اسقطت روحى به باراداتى منذ البداية نعم انا المذنبة التى تستحق العقاب تستحق الموت سكن صوتها بعد ان كانت كلماتها تلهث .. اين ذهبت هل اغلقت الخط لا انها مازلت هنا ولكن نمى الى اذانى اصوات صاخبة واصوات تتداخل هى وصوت اخر لا يعلم من هو اهو زوجها ام العشيق لا احد يدرى اشار له المخرج انه عليه قطع الاتصال فى الحال ولكن قبل ان يشيراليه دوي صوت هز المكان وتبعها صرخة اخترقت الصمت وسكن كل شئ فى لحظة واحدة و انقطع الخط.

0 التعليقات :
إرسال تعليق